اشارت "الاخبار" الى انه "هذه المرة، لم يتقدّم حزبيون في التيار الوطني الحر باستقالاتهم الى القيادة، بل أقالتهم القيادة. كان يمكن الخبر أن يكون عاديا لو اقتصر الأمر على منتسب أو اثنين، غير أن الناشطين في بعلبك - الهرمل يتحدثون عن أكثر من 700 حزبي في البقاع الشمالي تمت اقالتهم دفعة واحدة"، والسبب: "عدم الالتزام بالتصويت للائحة التيار الوطني الحر في الانتخابات الأخيرة".
نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون الادارية، رومل صابر، لا يؤكد الرقم ولا ينفيه، مشيرا في حديثه لـ"الأخبار" الى أن الأمر في عهدة المجلس التحكيمي للتيار، "ولا دخل لنا بالموضوع". لكنه يقول من جهة أخرى "إن قرارات الإقالة جرى الطعن بها، بناء على طلب من رئيس التيار جبران باسيل، لذلك تجري تحقيقات جديدة مع المقالين في الوقت الراهن".
وذكرت انه ما سبق أدى الى شحن الأجواء بين الحزبيين في منطقة بعلبك - الهرمل، خصوصا مع حديث بعض المقالين عن إقالتهم لأسباب طائفية تتعلق بانتمائهم الى الطائفة الشيعية. ولكن هل حقا اقترعتم لصالح لائحة حزب الله وحركة أمل؟ "نعم، جزء منا فعل ذلك، لأن لائحة التيار كانت ضعيفة. وغيرنا أيضا لم يصوّت للتيار ولكن جرت ترقيته ولم يعمد أحد الى إقالته لأنه من الطائفة المسيحي"، يقول أحد المُقالين.
ما تقدّم ينفيه نائب رئيس التيار مؤكدا أن الذين أقيلوا "لا ينتمون الى طائفة معينة، ولم يتم التعامل معهم من منطلق طائفي. الأمر يتناقض أصلا مع مبادئ التيار وتنوّعه الطائفي من عكار الى الجنوب". اضاف صابر أن كل منتسب لا يقترع للتيار توضع في سجلّه إشارة تمنع ترقيته أو تسليمه منصبا حزبياً.
وسألت مصادر قيادة التيار عن "الازدواجية في كلام بعض المقالين، اذ كيف يمكنهم أن يكونوا ملتزمين في التيار الوطني الحر وأن يصوّتوا لغير مرشحيه، بصرف النظر عما اذا كانت اللائحة ضعيفة أو قوية. فانتخاب البعض للائحة حزب الله - حركة أمل - الحزب السوري القومي الاجتماعي هو أكبر دليل على أنهم لم يخرجوا من العباءة الحزبية أو الدينية، وأنهم في التيار لغاية في أنفسهم ربما تتعلق بمصلحة شخصية وليس عن قناعة بما يمثله التيار وقيادته. لكن للأسف يحاولون اليوم تبرير هذا الخطأ بإلباسه ثوبا طائفياً".